اللغة البينية
(تعريفاتها ومصطلحاتها وأمثلتها التطبيقية عند الطالب اليورباوي)
اللغة البينية لغة ذات مسميات عدة, عندما يراها بعض علماء اللغة باللغة المرحلية أو اللغة الوسطى.
من تعريفات اللغة البينية – كما عرَفها نمسر (Nemser) – أنها النظام التقريبي (Approximative System) بكونها كما في مدلول تعريفه نظام يقرِب بين الدارس واللغة الهدف. وكذلك يراها عالم لغوي أخر, كوردر (Corder) بالكفاية الانتقالية (Transitional Competence).
اللغة الوسطى أو اللغة المرحلية أو البينية هي ما يلاحظ من نتائج محاولة الطالب لأداء اللغة الهدف كما في قول لاري سيلنكر (Larry Selinker), وهي, إضافة, لغة الدارس عند أدائه للغة الهدف من نقل اللغة الأولى الأم إلى اللغة الهدف بما ينتج من ذلك من خطأ وصواب. وتنجم اللغة البينية كما في مواصلة سيلنكر من العمليات العقلية اللغوية الخمس التالية:
1 - من النقل اللغوي الذي إما أن يكون نقلا لغويا إيجابيا أو سلبيا أو محايدا.
النقل اللغوي الإيجابي هو ما يحدث عند التماثل بين قانون اللغة الأم وبين اللغة الهدف مما يمكِن الطالب على استعمال هذا القانون بطريقة صحيحة وبدون خطأ لغوي, مثلا في اللغة اليورباوية واللغة العربية في الصفة والموصوف بتقديم الموصوف على الصفة في كلتا اللغتين مثل: Iwe tuntun (كتاب جديد). Iwe بمعنى كتاب وtuntun بمعنى جديد.
النقل الغوي السلبي: يحدث هذا عندما يختلف القانون بين اللغتين, الأم والهدف, فيكثر لجوء الطالب إلى الاستعانة بلغته الأم فيستعمل قانونها في اللغة الهدف فيخطأ. مثلا, قانون العدد والمعدود في اللغة اليورباوية واللغة الهدف, العربية, يتغير المعدود بتغير العدد في العربية وبالعكس في اليورباوية كما في المثال: Iwe meta (ثلاثة كتب) وIwe ogorun (مائة كتاب). ويلاحظ أن (Iwe) المعدود لم يتغير عن صيغة المفرد بكل من أصناف العدد, عندما يتغير المعدود بالتغير في العدد في العربية. وهذا هو ما يعرف بالتدخل اللغوي. ويقول الطالب اليورباوي مثلا في لغته البينية في قضية العدد: "ثلاثة كتاب" و"مائة كتاب" لأن المعدود في لغته الأم لا يتغير.
أما المحايد هو ما يحدث عندما يكون أداء الطالب للغة الهدف صحيحا صدفة من غير قصد أو تعمد أو خاطئا من دون معرفة مسبقة.
2 - نقل التدريب 3 – استراتجيات تعلم اللغة الهدف 4 – استراتجيات الاتصال باللغة الثانية 5 – المبالغة في تعميم قوانين اللغة الهدف.
بكل من هذه العمليات العقلية اللغوية أعلاه, تنتج اللغة المرحلية أو الوسطى أو البينية.
اللغة البينية مثلا, الناتجة عن المبالغة في تعميم قوانين اللغة الثانية في قول الطالب اليورباوي: "سليمان يذهبان إلى المدرسة" بتوظيف قانون المثنى بأن "الألف والنون" تشيران إلى المثنى, ويرى أن كل كلمة مختومة بـ "الألف والنون" مثنى. ومثل هذه الأمثلة من اللغات البينية.
تلاحظ اللغة البينية من التدخل اللغوي الصوتي والمفرداتي والتراكيبي والاتصالي.
من اللغة البينية بالتدخل اللغوي الصوتي قول الطالب اليورباوي عند نطقه بـ " يتكلم سليمان بصوت جهوري" يقول:" يتكلم سليمان بسوت جهوري" بإبدال الصوت الهدف /ص/ بـالصوت البديل /س/ لأن فونيم /ص/ غير متواجد في لغته الأم, فيلجأ إلى ما في لغته وهو صوت /س/.
أما اللغة البينية في التدخل اللغوي المفرداتي في المستوى الصرفي أن الفعل لا يتغير في لغة يوربا بتغير الفاعل (المسند إليه) إما إلى مذكر أو مؤنث أو مفرد فمثنى فجمع. مثلا في القول:"Sulaiman joko" (جلس سليمان) و"Fatimah joko" (جلست فاطمة), فإن صيغة المفرد المذكر لا تتغير إلى صيغة المفرد المؤنث بتغير المسند إليه لذلك يأتي الطالب اليورباوي بلغته البينية عند أدائه للغة الهدف فيقول:"جلس سليمان" و"جلس فاطمة" تدخلا لغويا صرفيا.
وكذلك بعض الأفعال اللازمة في العربية متعدية في اليورباوية كما في المثل:"Sulaiman ki babare" بمعنى (سلَم سليمان على أبيه). مرفيم (ki) بمعنى سلَم (على) وهو فعل متعدي في اليورباوية ولازم في العربية, فيقول الطالب اليورباوي عند الأداء للغة الهدف في مثل هذا المجال:"سلم سليمان أباه" وهو يعني: "سلم سليمان على أبيه" لكون فعل "سلم" متعديا في لغته الأم.
في الاختتام, اللغة البينية هي لغة الدارس عند محاولته لأدائه اللغة الهدف بما ينتج منه من المزج ببين الخطأ والصواب.
المراجع
1 - الدكتور/ ماجد الحمد, "مقدمة عامة لاكتساب اللغة الثانية" : جامعة الملك سعود, الرياض, 1413
2 – الدكتور / راشد بن عبد الرحمن الدويش, "مذكرة التقابل اللغوي وتحليل الأخطاء": جامعة الملك سعود, الرياض
مفهوم اللغة البينية
(تعريفاتها ومصطلحاتها وأمثلتها التطبيقية في اللغة اليورباوية)
إشراف/ د. عيسى الشريوفي
المحاضر بجامعة الملك سعود
إعداد:
الطالب/ صلاح الدين عبد الحكيم الصفار
الدبلوم العالي, قسم إعداد المعلمين
المستوى الثاني, العام الدراسي 1429/1430
الرقم الجامعي: 429107495
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق