مفهوم الانعكاسية في الاختبارات:
الانعكاسية عند التربويين على مفهومات متباينة باعتبار مستوى استعمالها, منهم من حصرها على غرفة الصف فقط ومنهم من وسَع تأثيرها خارج حدود الصف الدراسي.
تعرف الانعكاسية في الانجليزية ب (wash back), ويستعمل البعض مثل Hughes عام 1989 مصطلح backwash مترادفة لها عندما يبين بكل البساطة بأن " تأثير الاختبار على التعليم والتعلم هو ما يعرف ب (backwash). والانعكاسية كما عرفها غيتس عام 1995 هو تأثير الاختبار على التعليم والتعلم." وتتصرف تأثير الاختبار هذا على مستوين, المستوى المصغر (micro level) والمستوى المكبر (macro level)
المستوى الأول كما بين (Bachman and Polmer) عام 1996 هو تأثير الاختبار على أفراد الطلبة والمعلمين, عندما يرتكز المستوى المكبر على التأثير على المجتمع وأنظمته التربوية.
ويواصل غيتس عام 1995على تصرف تأثير الاختبار داخل الصف المدرسي وخارجه بكونه مصغرا ومكبرا بأن "انعكاسية الاختبار هي الأثر الذي يمكن أن يعكسه الاختبار على الأفراد أو على السياسات أو على التطبيقات داخل الفصل أو المدرسة أو نظام التعلم أو المجتمع ككل, وبالتالي , فقد يكون للاختبارات بأنواعها وخاصة المصيرية منها أثر في المحتوى التعليمي الذي يدرس أو في أساليب التعليم المستخدمة أو في الاتجاهات نحو قيمة الأهداف التربوية. وهذه التأثيرات ممكن أن تكون إيجابية أو سلبية. وبناء على ذالك يحدث التغيير في العناصر المؤثر فيها سابقة الذكر"
وفي مفهوم (Shohamy) عام 1992 أن الانعكاسية هي " استعمال الاختبار اللغوي الخارجي لتأثير وتحريك تعلم اللغة الأجنبية في السياق المدرسي" وتلاحظ أن "هذه الظاهرة هي نتيجة السلطة القوية للاختبار الخارجي وأثره الرئيسي في حياة (الطلبة) المختبرين" وهي تبين كذالك أنها "قوة الاختبار لتغيير سلوك المعلمين والطلبة"
من الأمثلة الواقعية لهذه الظاهرة هي تفوُق الطلبة الملتحقين بالجامعة في جنوب نيجيريا في مهارة اللغة الانجليزية على زملائهم في الشمال. وهذا عندما فُرضت النجاح في مادة اللغة الانجليزية (على الأقل بتقدير جيد) قبل القبول في أي تخصص في الجامعات الجنوبية (حتى في تخصص اللغة العربية) في امتحان الشهادة الثانوية لغرب أفريقيا (West African Examination Secondary Certificate
المشهورة ب (WAESC), حمل الطلبة غير المقبولين لعدم نجاحهم في المادة الانجليزية يركزون على التميز والتمهر فيها, كما أن المدرسين أيضا يتغيرون في أساليبهم التعليمية. والمدارس لاسيما الخاصة تجهز كل ما في وسعها من الوسائل التعليمية تسهيلا للمادة. ساعدت هذه الانعكاسية إلى مدى الاتصالية في الاختبارات عند المعلمين والطلبة في الجنوب. أما في الشمال أينما لم يركز على النجاح في الانجليزية قبل الالتحاق بالجامعة ويقبل الطلبة بتقدير مقبول (PASS), كان مستوى الطلبة في مهارة اللغة الانجليزية على درجة أدنى بالمقارنة بالمستوى اللغوي الانجليزي في الجنوب. وليس للطالب الضعيف لغويا (الذي لم ينجح في الاختبار الانجليزي) مخرج إلا في الشمال.
في رأي (Cheng) عام 1997 أن مدى تأثير الانعكاسية في جوانب أو في عدد من الجوانب التعليمية والتعلمية مؤثر بالاختبار. وأشار (Berry) عام 1994إلى أهمية الانعكاسية, وهو رأى أن أحد القضايا الرئيسية في ميدان التقييم في التسعينيات كان يهتم بصحة الاختبارات النظامية (systemic validity of tests) المعروفة بتأثير الانعكاسية أو التأثير الذي تمتلكه الاختبار على غرفة الصف.
الانعكاسية بدلالتها إلى تأثير اختبار اللغة في التعليم والتعلم, فإنها تمتد إلى الاختبار نفسه بما يتضمن العناصر مثل المنهج, والمعلم, وسلوك الطلبة داخل الصف وخارجه, وكذلك إدراكاتهم عن الاختبار وكيف تستعمل نتائج الاختبار.
وفي الختام, الانعكاسية ومفهومها تدل على تأثير الاختبار على المعلم والمتعلم. وليس عليهما فحسب, بل حتى على المدرسة بما تشتمل المناهج الدراسية وحتى المجتمع, وإما أن يكون (هذا التأثير) إيجابيا أو سلبيا.
المراجع:
1- Kathleen M. Bailey(1999),Wash back in Language)on line)http://jalt.org/test/bro_ 14.htm
2- Cheng (et al) (2004), Wash back in Language Teasting (on line) online @ tandf.co.uk
مفهوم الانعكاسية في الاختبارات
المشرف/د. خالد بن عبد العزيز الدامغ
الطالب/ صلاح الدين عبد الحكيم الصفار
الدبلوم العالي, قسم إعداد المعلمين,
(الرقم الجامعي:429107495)
المستوى الثاني,
العام الدراسي 1430
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق